كان المتوكل الحاكم العباسي جالسا في مجلس مع أصحابه وكانوا جالسين على موائد الخمر واستدعى المتوكل الأمام علي الهادي (عليه السلام) فدخل الأمام ورأى المتوكل على هذه الحالة ثملا فلما رآه المتوكل عظمه وأجلسه الى جنبه فأعطى المتوكل للأمام كاس خم فانتفض الامام غضبا وقال: والله ما خامر لحمي ودمي فاعفني فعفاه وقال له المتوكل: أنشدني شعرا
فاعتذر الامام وقال أني لقليل الرواية لشعر ، فأصر المتوكل فأنشده الامام أبياتا كانت كالصاعقة على المتوكل وأصحابه الذين صحوا من سكرتهم وضجوا بالبكاء فقد قال الامام (عليه السلام):
باتوا على قللِ الاجبال تحرسُهم" "غُـلْبُ الرجالِ فما أغنتهمُ القُللُ"
"و استنزلوا بعد عزّ من معاقلهم" "وأودعوا حفراً يـابئس ما نزلوا"
"ناداهمُ صارخٌ من بعد ما قبروا" "أين الاسرّةُ و التيجانُ و الحللُ"
"أيـن الوجوه التي كانتْ منعمةً" "من دونها تُضربُ الأستارُ والكللُ"
"فـافـصـحَ القبرُ حين ساءلهم" "تـلك الوجوه عليها الدودُ يقتتلُ"
"قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا" "فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد أكلوا"
"و طالما عمّروا دوراً لتُحصنهم" "ففارقوا الدورَ و الأهلينَ وارتحلوا"
"و طالما كنزوا الأموال و ادّخروا" "فـخلّفوها على الأعداء و انتقلوا"
"أضـحـت منازلُهم قفراً معطلةً" "و ساكنوها الى الاجداث قد رحلوا"
"سـل الـخـليفةَ إذ وافت منيتهُ" "أين الحماة و أين الخيلُ و الخولُ"
"ايـن الرماة ُ أما تُحمى بأسهمِهمْ" "لـمّـا أتـتك سهامُ الموتِ تنتقلُ"
"أين الكماةُ أما حاموا أما اغتضبوا" "أين الجيوش التي تُحمى بهاالدولُ"
"هيهات ما نفعوا شيئاً و ما دفعوا" "عـنك المنية إن وافى بها الأجلُ "
"فكيف يرجو دوامَ العيش متصلاً " "من روحه بجبالِ الموتِ تتصلُ
وبعد أن أمر المتوكل برفع موائد الخمر وهو يبكي بكاء مرا قال للأمام: ياأبا الحسن أعليك دين
فقال الأمام (عليه السلام):نعم أربعة آلاف دينار فأمر المتوكل بدفعها.